راعـي الـوفـاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

راعـي الـوفـاء


 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يومُك .. يومُك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مخاوية الرحيل
عضو
عضو
مخاوية الرحيل


المساهمات : 42
تاريخ التسجيل : 30/11/2008

يومُك .. يومُك Empty
مُساهمةموضوع: يومُك .. يومُك   يومُك .. يومُك I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 01, 2008 8:42 am

يومُك .. يومُك
مـا مضـى فــات يومك .. يومك اترك المستقبل حتى يأتي $ ما مضى فات ،، تذكُّر الماضي والتفاعل معه واستحضاره ، والحزن لمآسيه حمقٌ وجنون ، وقتلٌ للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة . إن ملف الماضي ...

مـا مضـى فــات



يومك .. يومك



هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 700x400 .




اترك المستقبل حتى يأتي



$ ما مضى فات ،،
تذكُّر الماضي والتفاعل معه واستحضاره ، والحزن لمآسيه حمقٌ وجنون ، وقتلٌ للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة . إن ملف الماضي عند العقلاء يُطوى ولايُروى ، يُغلق عليه أبداً في زنزانة النسيان ، يُقيد بحبالٍ قوية في سجن الإهمال ، فلا يخرج أبداً ، ويُصد عليه فلا يرى النور ؛ لأنه مضى وانتهى ، لا الحزنُ يعيده ، ولا الهمُّ يُصلحه ، ولا الغمُّ يُصححه ، ولا الكدر يُحييه ؛ لأنه عدم .. لا تعش في كابوس الماضي ، وتحت مظلة الفائت ، أنقذ نفسك من شبح الماضي ، ..........
أتريد أن تَردّ النهر إلى مَصبِّه ّّ!؟
والشمس إلى مطلعها !؟
والطفل إلى بطن أمه !؟
واللبن إلى الثدي !؟
والدمعة إلى العين !؟
إن تفاعلك مع الماضي ، وقلقك منه واحتراقك بناره ، وانطراحك على أعتابه ، وضعٌ مأساويٌّ رهيب مخيف مفزع .
القراءة في دفتر الماضي ضياعٌ للحاضر ، وتمزيقٌ للجهد ، ونسفٌ للساعة الراهنة . ذكر الله الأمم وما فعلت ، ثم قال :{ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ .... 134} [ البقرة ] انتهى الأمر وقُضي ، ولا طائل من تشريح جثة الزمان ، وإعادة عجلة التاريخ .
إن الذي يعود للماضي ، كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلاً ، وكالذي ينشر نشارة الخشب . وقديماً قالوا لمَن يبكي على الماضي : لا تُخرج الأموات من قبورهم ، وقد ذكر من يتحدث على ألسنة البهائم أنهم قالوا للحمال : لِم لا تجترُّ ؟ قال : أكره الكذب .
إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا ، نُهمل قصورنا الجميلة ، ونندب الأطلال البالية ، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا ؛ لأن هذا هو المحال بعينه .
إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف ؛ لأن الريح تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام ، والقافلة تسير إلى الأمام ، فلا تخالف سنة الحياة .





$ يومك يومك ,,
إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، اليوم فحسب ستعيش ، فلا أمسُ الذي ذهب بخيرهِ وشرهِ ، ولا الغد الذي لم يأت إلى الآن . اليوم الذي أظلتكَ شمسه ، وأدرككَ نهارُه هو يومك فحسب ، عمرك يومٌ واحدٌ ، فاجعل في خلدِك العيش لهذا اليوم وكأنك وُلدت فيه وتموت فيه ، حينها لا تتعثر حينها حياتك بين هاجس الماضي وهمَّه وغمِّه ، وبين توقع المستقبل وشبحه المخيف وزحفه المرعب ، لليوم فقط اصرف تركيزك واهتمامك وإبداعك وكدّك وجِدّك ، فلهذا اليوم لابد أن تقدم صلاةً خاشعةً ، وتلاوةً بتدبرٍ ، واطلاعاً بتأملٍ ، وذكراً بحضورٍ ، واتزاناً في الأمور ، وحُسناً في خلقِ ، ورضاً بالمقسومِ ، واهتماماً بالمظهرِ ، واعتناءً بالجسمِ ، ونفعاً للآخرين .
لليوم هذا الذي أنت فيه فتقسِّم ساعاته وتجعل من دقائقهِ سنوات ، ومن ثوانيهِ شهوراً ، تزرع فيه الخير ، تُسدي فيه الجميل ، تستغفر فيه من الذنب ، تذكر فيه الرب ، تتهيأُ للرحيل ، تعيش هذا اليوم فرَحاً وسروراً ، وأمناً وسكينةً ، ترضى فيه برزقِك ، بزوجتك ، بأطفالك ، بوظيفتك ، ببيتك ، بعملك ، بمستواك { فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ 144} [ الأعراف ] تعيش هذا اليوم بلا حزنٍ ولا انزعاج ، ولا سخطٍ ولا حقدٍ ، ولا حسدٍ .
إن عليك أن تكتب على لوحِ قلبك عبارةً واحدةً تجعلها أيضاً على مكتبك تقول : ( يومُك يومُك ) . إذا أكلت خبزاً حاراً شهياً هذا اليوم فهل يضرك خبز الأمس الجاف الرديء ، أو خبز غدٍ الغائب المنتظر ..!
إذا شربت ماءً عذباً زلالاً هذا اليوم ، فلماذا تحزنُ من ماء أمسٍ الملح الأجاج ، أو تهتم لماء غدٍ الآسنِ الحار ..!
إنك لو صدقت مع نفسك بإرادة فولاذية صارمة عارمة لأخضعتها لنظرية : ( لن أعيش إلا هذا اليوم ) . حينها تستغل كل لحظة في هذا اليوم في بناء كيانك ، وتنمية مواهبك ، وتزكية عملك ، فتقول : لليوم فقط أُهذِّب ألفاظي فلا أنطق هُجراً أو فُحشاً ، أو سباً أو غيبةً . لليوم فقط أرتب بيتي ومكتبي ، فلا ارتباك ولا بعثرة ، وإنما نظامٌ ورتابةُ . لليوم فقط سوف أعيش فأعتني بنظافةِ جسمي ، وتحسين مظهري ، والاهتمام بهندامي ، والاتزانِ في مشيتي وكلامي وحركاتي .
لليوم فقط سأعيش فأجتهد في طاعة ربي ، وتأدية صلاتي على أكمل وجه ، والتزود بالنوافل ، وتعاهد مصحفي ، والنظر في كُتُبي ، وحفظ فائدةٍ ، ومطالعةِ كتابٍ نافعٍ .
لليوم فقط سأعيش فأغرسُ في قلبي الفضيلة ، وأجتثُّ منه شجرةُ الشر بغصونها الشائكة ، من كبر وعُجبٍ ورياءٍ وحسدٍ وحقدٍ وغلٍ وسوء ظنٍ .
لليوم فقط سوف أعيش فأنفع الآخرين ، وأُسدي الجميل إلى الغير ، أعودً مريضاً ، أشيِّع جنازةً ، أدلُّ حيراناً ، أُطعم جائعاً ، أفرج عن مكروبٍ ، أقف مع مظلومٍ ، أشفع لضعيفٍ ، أواسي منكوباً ، أُكرم عالماً ، أرحم صغيراً ، أُجلُّ كبيراً .
لليم فقط سأعيش ؛ فيا ماضٍ ذهب وانتهى اغرب كشمسك ، فلن أبكي عليك ، ولن تراني أقف لأتذكرك لحظةًً ؛ لأنك تركتنا وهجرتنا وارتحلت عنّا ولن تعود إلينا أبد الآبدين .
ويا مستقبل أنت في عالمِ الغيب فلن أتعامل مع الأحلام ، ولن أبيع نفسي مع الأوهام ، ولن أتعجل ميلاد مفقودٍِ .



يومُك يومُك / أيها الإنسان أ روع كلمةٍ في قاموس السعادة لمَن أراد الحياة في أبهى صورها ، وأجمل حُللها .






$ اترك المستقبل حتى يأتي ,,

{ أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ .... 1 } [ النحل ] لا تستبق الأحداث ، ...
أتريد إجهاض الحمل قبل تمامه ؟!
وقطف الثمرة قبل النضج ؟!
إن غذاً مفقود لا حقيقة له ولا عِلم لنا نحن البشر به ، ليس له وجود ، ولا طعمٌ ، ولا لونٌ ، فلماذا نشغل أنفسنا به ، ونتوجس من مصائبه ، ونهتم لحوادثه . ونتوقع كوارثه ، ولا ندري هل يُحال بيننا وبينه ، أو نلقاه ، فإذا هو سرورٌ وحبورٌ ؟ ! المهم أنه عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد .. إن علينا ألا نعبر جسراً حتى نأتيه ..
ومَن يدري ؟ لعلّنا نقف قبل وصول الجسر ، أو لعلّ الجسر ينهار قبل وصولنا ، وربما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلام !
إن إعطاء الذهن مساحةً أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الاكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوتٌ شرعاً ؛ لأنه طول أمل ، وهو مذموم عقلاً ؛ لأنه مصارعة للظل . إن كثيراً من هذا العالم يتوقع في مستقبله الجوع والعري والمرض والفقر والمصائب ، وهذا كله من مقررات مدارس الشيطان : { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 268 }[ البقرة ] .
كثيرٌ هم الذين يبكون ؛ لأنهم سوف يجوعون غداً ، وسوف يمرضون بعد سنة ،
عام . إن الذي عمره في يد غيره لا ينبغي له أن يراهن على العدم ، والذي لا يدري متى يموت لا يجوز له الاشتغال بشيء مفقود لا حقيقة له .
اترك غداً حتى يأتيك ، لا تسأل عن أخباره ، لا تنتظر زحفه ؛ لأنك مشغول باليوم .
وإن تعجب فعجبٌ هؤلاء يقترضون الهم نقداً ليقضوه نسيئةً في يوم لم يُشرق شمسه ولم يُرَ نوره ، فحَذارِ من طول الأمل .








كتاب [ لا تحزن ] :
د. عائض القرني
[center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يومُك .. يومُك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
راعـي الـوفـاء :: منتدى الاسلامي :: قسم الاسلامي-
انتقل الى: